الأربعاء، فبراير 20، 2008

رسالة إلى المربين
إن أطفالنا هم هبة الله لنا، وأمانته عندنا، وهم نور العيون، وعطر الحياة، ورياض البيوت، وفلذات الأكباد، وقرة العيون، وصلاحهم ينفع الآباء حتى بعد وفاتهم.
وإن تربية النشء أشرف مهمة؛ إذ هم نواة المجتمع، وفجر الأمة ومستقبلها.
وتحتاج التربية الواعية المتكاملة منا إلى همة عالية، وعزم أكيد، وخبرة، ومهارة، وأن نكون قدوات صالحة.
وعلينا أن نتذكر أن التربية الإيمانية للإنسان لها أبعاد كثيرة؛ فهنالك التربية العقدية، وهنالك التربية الشعورية والنفسية، وهنالك التربية المعرفية والعقلية، وهنالك التربية البدنية والسلوكية، وهنالك التربية الأسرية والاجتماعية،...إلخ.
ولا بد أن تسهم في تلك التربية بيئات ثلاث ينبغي أن تتعاون فيما بينها وتتكامل؛ وهي: بيئة الأسرة؛ بإرادتها، وتماسكها، وصلاحها، ودعمها، وبيئة المدرسة؛ بجودة مناهجها ومعلماتها ومقرها ووسائلها وطرق أدائها، وبيئة المجتمع: بصلاحه، وتماسكه، وجودة نظمه، وجودة وسائل الإعلام فيه، وسلامتها من الإفساد.
إن صلاح هذه البيئات الثلاث للتربية، وتعاونها فيما بينها، وتكاملها- أمر من الأهمية بمكان؛ وبدون ذلك يحصل التضارب في شخصية الطفل، ونرى عناصر تبني وأخرى تهدم، وما أضر ذلك على التربية الإيمانية المتكاملة...قال الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
ولأننا نعيش في الدنيا وليس في الجنة، وبين بشر وليس بين ملائكة، وفي عصر كثرت فيه الفتن- فلا بد من تعويض النقص في بعض البيئات، وتدريب الطفل على التعامل معه، وتماسك العناصر الطيبة المتوفرة في هذه البيئات الثلاث، وتعاونها.

ليست هناك تعليقات: